أثر التنمّر في البيئة الدامجة: كيف نحمي طلّابنا؟
محتويات المقال
عناصر التنمّر الرئيسية
السلوك العدواني: يتضمن التنمّر تصرفات عدوانية متكررة تجاه الضحية، سواء كانت جسدية أو لفظية أو نفسية.الإرادة: يتسم التنمّر بالرغبة في إيذاء الآخرين، مما يعكس نقصًا في التعاطف.
عدم التوازن في القوة: يحدث التنمّر عادةً عندما يكون هناك فرق في القوة بين المتنمّر والضحية، سواء كان ذلك في القوة البدنية، أو النفوذ الاجتماعي، أو الدعم.
العواقب السلبية للتعرّض للتنمّر
العواقب النفسية:
الاكتئاب والقلق: يعاني الطلاب المتعرضون للتنمّر من مشاعر القلق والاكتئاب، مما يؤثر على صحتهم النفسية.انخفاض تقدير الذات: يشعر العديد من الضحايا بانخفاض في احترام الذات، مما يؤثر على ثقتهم بأنفسهم.
العواقب الأكاديمية:
تدني الأداء الدراسي: يمكن أن يؤدي التنمّر إلى تراجع في التحصيل الدراسي، حيث يجد الطلاب صعوبة في التركيز على الدراسة.الغياب المتكرر: قد يتجنب الطلاب الذهاب إلى المدرسة بسبب الخوف من التعرض للتنمّر.
العواقب الاجتماعية:
العزلة الاجتماعية: يميل ضحايا التنمّر إلى الانعزال عن أقرانهم، مما يؤثر على علاقاتهم الاجتماعية.مشاكل في التكيف: قد يواجه الطلاب صعوبة في التكيف مع بيئات جديدة نتيجة لتجاربهم السلبية.
الفئات المعرضة للتنمّر
الطلاب الذين يختلفون عن الآخرين: مثل الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة، أو الذين ينتمون إلى ثقافات أو خلفيات مختلفة.
الطلاب الذين يبدون خجولين أو غير واثقين: يصبح هؤلاء الطلاب أهدافًا سهلة للمتنمرين.
الطلاب الذين يتفوقون أكاديميًا أو رياضيًا: قد يُتعرضون للتنمّر من قبل زملائهم الذين يشعرون بالغيرة.
نصائح للوقاية من التنمّر في المدارس
توعية الطلاب: يجب تنظيم ورش عمل توعوية حول التنمّر وتأثيراته، لتعزيز فهم الطلاب لمشكلة التنمّر.
تشجيع التعاطف: تعزيز قيم التعاطف والتسامح بين الطلاب من خلال الأنشطة التعليمية والاجتماعية.
إنشاء بيئة آمنة: يجب أن تكون المدارس بيئات آمنة ومحفزة، حيث يشعر الطلاب بالراحة في التعبير عن مشاعرهم.
توفير الدعم النفسي: ينبغي أن تتوفر خدمات الدعم النفسي للطلاب المتعرضين للتنمّر لمساعدتهم على التعامل مع آثار التجربة.
تطبيق سياسة صارمة: يجب أن تتبنى المدارس سياسات واضحة وصارمة ضد التنمّر، مع إجراءات واضحة للتعامل مع الحالات المبلغ عنها.
تنمّر؟ ليس تنمّرًا؟
من المهمّ التفرقة بين التنمّر وسلوكات أخرى، ذلك أنّ التدخّل المناسب يعتمد على طبيعة السلوك، فمن غير الصحيح أن نعَرِّف كلّ سلوك غير مرغوب فيه أو مؤذٍ، بأنّه تنمّر. وفي الوقت نفسه، علينا أن نكون يقظين وحذرين عند وجود التنمّر، وألّا نتجاهله. وعند محاولة تحديد السلوك بالتنمّر، يجب أخذ العناصر الأساسيّة الثلاثة (وجود التكرار، والنيّة المتعمّدة، واختلال توازن القوى في العلاقة) بعين الاعتبار. هنا، أقدّم امثلة لسلوكات مختلفة قد تصنّف تنمّرًا، وقد تمثّل أخرى سلوكات غير مقبولة:1. نشب خلاف بين نادين وسارة في الممرّ. ركلت نادين حقيبة سارة. هذا سلوك غير مقبول، لكن لا يوجد سبب لنظنّ بأنّ سلوك نادين متكرِّر؛ فالسلوك كان ردّ فعل غير مقبول على خلاف معيّن. كذلك، لا يوجد دليل على حصول اختلال في توازن القوى في علاقة نادين مع سارة.
2. طارق يعاني عجزًا في النطق، ويُتأتئ غالبًا في الحديث. وهناك مجموعة من الطلّاب في صفّه يقلّدونه ويسخرون من طريقة حديثه كلّما شارك في نقاش صفّيّ. هذه الحالة تنمّر، حيث تظهر العناصر الأساسيّة الثلاثة بالكامل.
3. عمر يصرّ على أنّ راشدًا أخفى دفتره، فيذهب عمر وراشد إلى الممرّ ويتقاتلان. هذا سلوك غير مقبول. لكن، كما رأينا في المثال الأوّل، عنصرا التكرار واختلال توازن القوى في العلاقة غير موجودين في هذا المثال.
4. تعاني نور التوحّد، ومن حساسيّة الأصوات العالية. ترتدي نور سمّاعات عازلة للصوت خلال الفرصة الصباحيّة وداخل قاعة الرياضة. تلاحقها مجموعة من الطالبات وتصدر أصواتًا عالية خلال الفرص الصباحيّة. هذا تنمّر، حيث تظهر العناصر الأساسيّة الثلاثة بالكامل.
5. لين طالبة جديدة في المدرسة. يسخر زملاؤها في الصف من تصرّفاتها وشكلها، ويقصونها من جميع الفعّاليّات المدرسيّة والاجتماعيّة. هذا تنمّر، حيث تظهر العناصر الأساسيّة الثلاثة بالكامل.
نصائح للحماية من التنمّر
الترابط الاجتماعيّ والمسؤوليّة الاجتماعيّة عنصران رئيسان لتنمية بيئة دامجة وشاملة. فالأبحاث والتجارب العلميّة والعمليّة تفيد بأنّ الحدّ من التنمّر ليس بالأمر السهل، ويتطلّب تعاونًا وإقبالًا من جميع المهتمّين بشؤون الطلبة، من الإدارة إلى الطلّاب. لذلك، فالأطر المدرسيّة الشاملة هي التي يُنصَح بها، وهي تتضمّن: تطوير سياسة مدرسيّة داعمة وآمنة لجميع الطلّاب؛ مشاركة الأهل والطلّاب في تطوير السياسة وتطبيقها؛ توفير تدريب للمعلّمين والمعلّمات؛ وتوفير خدمات للرفاه النفسيّ وبرنامج حماية الطلّاب. وللمهتمّين في الاستزادة في الموضوع، يمكن التعرّف إلى الإطارالكامل، ومراجعة تقرير التدخّل، هُنا، National Association of School Psychologists، ومراجعة تقرير عن التدخّلات المبكرة في المدارس للحدّ من مشكلات الطلّاب النفسيّة، فجزء منها يركِّز على التنّمر.أمّا إذا أرادت المدرسة تطوير نهج شامل للحماية من التنّمر، فقد تساعد الخطوات الآتية في التخطيط والتطبيق: - من المفضّل أن تشكِّل المدرسة لجنة مهتمّة بشؤون التنمّر والحماية منه. وهذه اللجنة قد تتضمّن مختلف الموظّفين من الكادر التعليميّ، وممثّلين عن الأهل والطلّاب. يشمل الدور الرئيس للجنة تحديد أولويّات المدرسة للحماية من التنمّر والحدّ من عواقبه، وتطوير سياسة مدرسيّة للحماية منه، وتطبيق هذه السياسة بنهج وبرنامج مدرسيّ، فضلًا عن تقييم فعّاليّة النهج والبرنامج. - توفير تدريب معرفيّ للكادر التعليميّ عن التنمّر وعوارضه وعواقبه، وتدريب عمليّ يساعدهم على تطوير سياسات صفّيّة للحماية من التنمّر، ومهارات لتيسير نقاش صفّيّ مع الطلّاب يسهِم في توفير بيئة دامجة وعلاقات اجتماعيّة إيجابيّة، ويحمي من العنف والتنمّر بمختلف أشكاله.
خاتمة
تعتبر البيئة المدرسية عنصراً أساسياً في تطوير الأطفال والشباب، ويجب أن تكون خالية من المشكلات مثل التنمّر. من خلال تعزيز الوعي وتوفير الدعم، يمكننا أن نخلق بيئة تعليمية آمنة تدعم النمو العقلي والعاطفي والاجتماعي للطلاب.