-->

الأمل في عالم مدمر


img

في عام 2042، دُمر العالم بسبب التغير المناخي والحروب النووية، وأصبح القليل من البشر المتبقين يعيشون في مجتمعات صغيرة معزولة، يكافحون من أجل البقاء.

لقاء غير متوقع
بينما كانت الفتاة الشابة أنيا تصطاد في الغابة، لاحظت شيئًا غريبًا يلمع بين الأشجار. اقتربت بحذر لتكتشف كبسولة معدنية ضخمة لم ترَ مثلها من قبل. عندما نظرت داخل الكبسولة، وجدت رجلًا مسنًا، ضعيفًا، ذو شعر أبيض طويل ولحية، مستلقيًا على سرير موصول بمجموعة من الآلات.
مدت أنيا يدها لتلمس الرجل، وعندما فتح عينيه، نظر إليها بمزيج من الارتباك والخوف، وسألها: "من أنتِ؟"
عالم منسي
"أنا أنيا من القرية القريبة"، أجابت.
"القرية؟ لا أعرف ما تعنينه"، رد الرجل بدهشة.
أدركت أنيا أنه كان نائمًا لفترة طويلة، فبدأت تخبره عن العالم الخارجي، كيف تغيرت الأمور بسبب الكوارث الطبيعية والحروب. استمع الرجل برعب، وقال: "لا أستطيع تصديق ذلك. العالم الذي كنتُ أعرفه قد اختفى."
قصة البقاء
سألت أنيا: "كيف دخلت في هذه الكبسولة؟"
أجاب الرجل: "كنتُ في سبات بالتجميد، وُضعتُ هنا لأنجو من الكارثة."
قد يهمك

تبادلا الحديث عن حياتهما، حيث تحدث الرجل عن عائلته وأصدقائه وعمله قبل الكارثة، بينما استمعت أنيا بإعجاب، فهي لم تلتقِ قط بأحد شهد العالم قبل تدميره.
صداقة غير متوقعة
مع غروب الشمس، وعدت أنيا الرجل بالعودة في اليوم التالي. وفي اليوم التالي، أحضرت له الطعام والماء، بالإضافة إلى كتاب يحتوي على قصص من زمن مضى. فرح الرجل كثيرًا وقرأ الكتاب لساعات، غارقًا في ذكريات عالم لم يعد موجودًا.
استمرت الزيارات اليومية، وتعمقت صداقتهما. تبادلوا القصص، وتحدثت أنيا عن حياتها في القرية، بينما شارك الرجل أحلامه وآماله للمستقبل.
الفراق المؤلم



img


ومع مرور الوقت، أخبر الرجل أنيا بأنه يحتضر. حزنت أنيا كثيرًا، لكنها علمت أنه لا شيء يمكنها فعله. توفي الرجل بسلام في أحضانها، وشعرت أنيا بفقد عميق، لكنها أيضًا شعرت بأنه وجد السلام أخيرًا.
الأمل المستمر
واصلت أنيا حياتها في القرية، لكنها لم تنسَ الرجل أبدًا. كانت دائمًا تتذكر القصص التي رواها لها، وتعلمت أن العالم الذي عرفه قد ذهب، ولكنها أيضًا كانت تعرف أن هناك أملًا في المستقبل.
أصبحت أنيا حاملة لذكرياته، وقررت أن تنشر القصص التي تعلمتها، لتبقي روح الرجل حية في قلوب الآخرين.
تحميل