تعريف الأنشطة الاعتيادية :
تعريف الأنشطة الاعتيادية :
حسب بول فولكيي Paul FOULQUIE ف "التموضع بشكل صحيح داخل الصف قبل الدخول إلى قاعة الدروس، واتخاذ وضع الوقوف وانتظار إشارة المدرس للجلوس... ورفع اليد لطلب الإذن للحديث... ، أمور قد تبدو سخيفة من وجهة نظر بيداغوجية لا تهتم إلا بالجانب المعرفي، إلا أنها تمثل للمربي الحقيقي عادات حكيمة وفعالة ...)
وفي تعريف آخر، حدد مارتن Martin (2013) مواصفات النشاط الاعتيادي: " تتصف الأنشطة الاعتيادية بطابعها الثابت، وبتكرار نشاط مشترك تحدد له قواعد ينبغي إدماجها واحترامها... حيث يعزز الطابع التكراري لهذه الأنشطة قدرة المتعلم على الاستذكار والتركيز والاندماج مع أعضاء المجموعة في فترة زمنية محددة"
فالأنشطة الاعتيادية "les rituels" إذن، لحظات تعلمية منتظمة، تخضع لمبدإ التكرار وتتميز بقصر مدتها، وهي بذلك تطبع الإيقاع اليومي للفصل الدراسي، وتساعد المتعلم على التمكن من المهارات الأساسية المرتبطة بالمواد المدرسة بالسلك الابتدائي، كما تساعده على خلق الشعور بالانتماء للجماعة، خصوصا إن تمت هذه الأنشطة في قالب ترفيهي وجماعي (قراءة جماعية، عد جماعي...)
خصائص الأنشطة الاعتيادية
يتضح من خلال التعاريف السابقة أن الأنشطة الاعتيادية تتميز بالخصائص الآتية:
vهي أنشطة تعاقدية: حيث تكتسب هذه الصبغة بمجرد الاتفاق حولها مع جماعة الفصل، وبهذا يكون المتعلم على دراية بالمطلوب منه خلال هذه الأنشطة.
هي أنشطة ثابتة: إذ يساعد ثبات هذه الأنشطة المتعلم(ة) على معرفة أدواره والمطلوب منه خلال النشاط بشكل تلقائي، مما يكسبه ثقة في النفس ويجعله منخرطا بشكل سلس في إنجاز النشاط؛
هي أنشطة متطورة: المطلوب هنا مراعاة تطوير أشكال ومضامين هذه الأنشطة بشكل يجعلها مسايرة لباقي التعلمات
هي أنشطة متكررة: إذ ينبغي الاشتغال على نفس المهارة بشكل متكرر، وألا يتم الانتقال إلى مهارة أخرى أو معرفة أكثر تعقيدا، إلا بعد التأكد من تمكن جميع المتعلمين من المهارة/ المعرفة السابقة؛
هي أنشطة جماعية: فهي لا تحقق للمتعلم الشعور بالانتماء لجماعة الفصل، وبقدرته على تجاوز عقبات التعلم، إلا إذا تمت بشكل جماعي
هي أنشطة ترفيهية: يمكن الطابع الترفيهي لهذه الأنشطة من تحقيق متعة التعلم لدى المتعلم، وتجعله مقبلا على المشاركة فيها، خصوصا عندما يتعلق الأمر بمسابقة أو منافسة يؤدي الفوز فيها إلى تحصيل جائزة رمزية (تسجيل اسمه في اللائحة الأسبوعية/ الشهرية للفائزين، بطاقات النقط الحسنة، لقب بطل القراءة (للتهجي، للطلاقة، للفهم الصريح، للفهم الضمني.
3.1 وظيفة الأنشطة الاعتيادية بالمدرسة الابتدائية :
• خلق ظروف ملائمة للتعلم والاكتساب، حيث يصبح المتعلم قادرا على الانخراط في التعلم دون الخوف من الفشل؛
تمكن من بناء معارف ومهارات في مختلف المواد المدرسة؛
تضاعف حظوظ المتعلم في تملك المعرفة أو المهارة نظرا لطبيعتها المنتظمة والمتكررة؛
تنمي ذاكرة المتعلم وتساهم في اكتسابه القدرة على التركيز وعلى الاستباق والتوقع؛
تمنح للمتعلم استقلالية وتنمي لديه الثقة في النفس، طالما أنه على علم مسبق بطبيعة هذه الأنشطة.
أهداف ومضمون الأنشطة الاعتيادية :
تروم الأنشطة الاعتيادية تحقيق ثلاثة أهداف متكاملة تتمثل في:
· ضمان تفتح التلميذ (ة) والترفيه عنه (ها) وتحبيبه(ها) في المدرسة، وتحقيق متعة التعلم لديه (ها)، كهدف رئيسي وجوهري لهذه الأنشطة؛
· إكساب التلميذ(ة) عادات حميدة ترافقه(ها) مدى الحياة، من إقبال على القراءة، وتنظيم للتفكير، والقيام بأنشطة حركية؛
· الرفع من فرص التحكم في التعلمات الأساس، وحاصة القراءة والحساب، كأثر تربوي للأنشطة الاعتيادية.
وفي هذا الإطار سيتم إدراج الأنشطة الاعتيادية اليومية داخل الزمن الدراسي وفق ما يلي:
· القراءة: إدراج أنشطة اعتيادية يومية تخصص للقراءة باللغة العربية، مدتها 10 دقائق لكل حصة دراسية، وتسعى هذه الأنشطة بالأساس إلى خلق عادة القراءة لدى المتعلم(ة) وتشجيعه(ها) على الاستقلالية في القراءة وعلى التعلم الذاتي، وتنمية رصيده(ها) اللغوي، باستعمال كتب ونصوص وموارد قرائية ملائمة ومشوقة، تتيح للمتعلمات والمتعلمين أن ينعموا بالمتعة التي تتيحها القراءة، وذلك بمراعاة خصوصيات مختلف المستويات الدراسية.
· الأنشطة الحركية: إدراج أنشطة اعتيادية مدتها عشرين دقيقة، ثلاث مرات في الأسبوع (الحيز الزمني المخصص لهذه الأنشطة محدد في 20 دقيقة)، لمزاولة أنشطة حركية جماعية، الهدف منها الحفاظ على صحة المتعلمين والمتعلمات البدنية والعقلية والنفسية، وتمكينهم من فرصة التعبير الحر عن إمكاناتهم وتحفيزهم، إلى جانب كسر رتابة القسم.
5.1 وصف الأنشطة الاعتيادية للقراءة :
يمكن برمجة الأنشطة الاعتيادية في مراحل مختلفة من الحصة: في البداية، بين الأنشطة وفي نهاية الجلسة. على أساس أن تكون متنوعة وغير نمطية، مع ترجيح فرضية برمجة الأنشطة الاعتيادية في بداية الحصة. وتصنف أنواع الأنشطة الاعتيادية المختلفة حسب أهدافها التربوية:
· التهجي والفهم الكتابي؛
· الاستماع والفهم الشفوي؛
بالإضافة إلى أنشطة أخرى تبرمج على فترات وتهم: الكتابة / التعبير الكتابي، التحدث/التعبير الشفوي، التصحيح الذاتي لتمارين منجزة.
وصف الأنشطة الحركية الاعتيادية، أهدافها ومضامينها :
ü تسعى الأنشطة الحركية الاعتيادية إلى:
§ تعويد المتعلمين على ممارسة أنشطة حركية يومية؛
§ الحفاظ على الصحة البدنية والعقلية والنفسية للمتعلمين، وحفز نمائهم الإدراكي والحيوي؛
§ تقوية التركيز والانخراط الإيجابي في التحصيل الدراسي؛
§ كسر رتابة القسم؛
§ تمرير وترسيخ القيم الإيجابية والتربوية؛