قصة أم شريك التي ساقها الله بدلو ماء من السماء لتشرب

هذه القصة تحمل عبرة عظيمة وتبرز قوة الإيمان بالله وكيف أن الله لا يترك عباده المؤمنين دون عناية ورعاية. إنها قصة الصحابية الجليلة أم شريك، التي كانت مثالًا للتضحية والصبر في سبيل الدعوة إلى الإسلام.

القصة

كانت أم شريك امرأة من أوائل من دخلوا الإسلام في مكة. منذ بداية الدعوة، كرست حياتها لدعوة النساء إلى دين التوحيد. بأسلوبها الطيب وابتسامتها الدائمة، تمكنت من إدخال الكثير من النساء إلى الإسلام.

ولكن، عندما علم أزواج هؤلاء النساء بما حدث، شعروا بالغضب لأن نساءهم قد تأثرن بدعوة أم شريك. بدأ المشركون في مكة يدبرون المكائد لها، لكنهم لم يجرؤوا على إيذائها مباشرة، لأنها كانت من قبيلة ذات مكانة كبيرة.

مكيدة المشركين

قرر المشركون التخلص منها بطريقة خبيثة. قاموا بربطها على ظهر جمل دون وضع سرج لتحميها، مما جعل ركوبها مؤلمًا للغاية. ولإيذائها أكثر، حرموها من شرب الماء طوال الرحلة.

العطش الشديد

كانت الشمس الحارقة والصحراء القاحلة تزيد من معاناتها. شعرت أم شريك أن العطش سيقتلها، لكنها لم تفقد الأمل. رفعت يديها إلى السماء ودعت الله بصدق، تسأله العون والفرج.

معجزة من السماء

فجأة، سمعت أم شريك صوتًا غريبًا. نظرت إلى السماء فرأت دلوًا معلقًا بحبل ينزل من السماء. امتلأت فرحًا وأخذت تشرب حتى ارتوت، ثم سكبت الماء المتبقي على جسدها لتخفيف حر الصحراء.

ذهول المشركين

عاد الرجال المشركون الذين كانوا يرافقونها من استراحتهم ليجدوا أم شريك وقد عادت إليها حيويتها ونشاطها. كانت آثار الماء واضحة عليها، فاتهموها بأنها قد أخذت من الماء الذي كان معهم.

لكنها أخبرتهم بالحقيقة وقالت:
"الله هو من رزقني بالماء وأنزله لي من السماء."

إسلام المشركين

لم يصدقها المشركون في البداية، لكن عندما عادوا وتفحصوا الماء في أوعيتهم، وجدوا أنه لم ينقص منه شيء. أدركوا أن ما حدث كان معجزة، وأن دين أم شريك هو الحق. أسلم هؤلاء الرجال جميعًا بفضل هذه الكرامة.

العبرة من القصة

• الإيمان بالله يجلب المعجزات: عندما نثق بالله ونتوكل عليه في الشدائد، فإنه يرزقنا من حيث لا نحتسب.
• الصبر على الأذى في سبيل الحق: أم شريك صبرت على الإيذاء ولم تتراجع عن دينها، فكان جزاؤها عناية الله.
• الدعوة باللين والحكمة تؤثر في القلوب: أسلوب أم شريك الجميل كان سببًا في دخول العديد من النساء إلى الإسلام.

هذه القصة تعلمنا أن الله دائمًا قريب من عباده المؤمنين، وأن الإيمان والصبر هما مفتاح النجاة.