قصة الفأر الجبان
في قرية صغيرة، كان هناك فأر صغير معروف بخوفه الشديد. كان يهرب من أي صوت يسمعه، وكان دائمًا يعيش في رعب من القطط. بالكاد يستطيع جمع طعامه، وكان قلقه يمنعه من الاستمتاع بوجبته بسلام.
ذات يوم، سمع الفأر عن عراف عجيب جاء إلى القرية، وكان الناس يقولون إنه يحقق كل الأمنيات. فكر الفأر: "ربما هذا العراف يمكنه مساعدتي لأتخلص من خوفي."
ذهب الفأر إلى العراف وقال: "سيدي، أريد أمنية بسيطة جدًا. أرجوك حولني إلى قطة حتى لا أخاف القطط بعد الآن!"
ضحك العراف، لكنه وافق وحقق أمنيته.
تحول الفأر إلى قطة، وشعر بالقوة والراحة. بدأ يتجول في المنازل يشرب اللبن، لكنه سرعان ما تعرض للمطاردة من كلب كبير. خاف القطة الجديدة وعاد مسرعًا إلى العراف قائلاً: "سيدي، الكلب يخيفني! أرجوك حولني إلى كلب."
نفذ العراف طلبه، وتحول الفأر إلى كلب قوي. ولكن عندما تجول في الغابة، سمع زئير نمر، فخاف مرة أخرى. عاد للعراف وقال: "النمر يخيفني! حولني إلى نمر، من فضلك."
تحول الكلب إلى نمر، وأصبح يتجول في الغابة بفخر. اصطاد أرنبًا وبدأ يستمتع بوجبة لذيذة، لكنه فجأة سمع صوت طلقة نارية. كانت الطلقة من صياد يحمل بندقية، ونجا النمر بأعجوبة. عاد النمر مسرعًا إلى العراف وقال: "سيدي، الإنسان يخيفني! أرجوك ساعدني!"
ابتسم العراف وقال: "أيها الفأر، لا يهم كم مرة أحولك إلى شيء آخر، سيظل الخوف يطاردك. المشكلة ليست في شكلك، بل في قلبك. عليك أن تتعلم الشجاعة وتواجه مخاوفك بدلاً من الهرب منها."
فهم الفأر أخيرًا كلام العراف وقال: "أنت محق. كنت سعيدًا عندما كنت فأرًا بسيطًا، سأعود لحياتي القديمة."
حول العراف النمر إلى فأر مرة أخرى. ومنذ ذلك الحين، تعلم الفأر أن يتعايش مع خوفه بدلاً من السماح له بالسيطرة على حياته، وعاش بسلام وسعادة في منزله الصغير.
العبرة من القصة:
- الشجاعة لا تعتمد على الشكل أو القوة، بل على مواجهة الخوف داخل القلب.
- الهروب من المشكلة لن يحلها، بل مواجهتها هو الحل.
- البساطة والرضا بالحياة يمكن أن يجلبا السعادة.