قصة محمد بن المنكدر مع صانع الأحذية صاحب الدعوة المستجابة
محتويات المقال
مقدمة القصة
هذه القصة تعد من أجمل قصص الأطفال الإسلامية التي تسلط الضوء على أهمية الإخلاص في الدعاء والعبادة لله وحده. تتحدث عن رجل مخلص في عبادته، استجاب الله لدعائه عندما عجز أهل المدينة بأكملها عن استجلاب المطر، مما يظهر عظمة الإخلاص وأثره في قبول الدعاء.
القصة
في يوم من الأيام، عانت مدينة رسول الله (ﷺ) من القحط الشديد. كان الماء شحيحًا، والجميع في ضيق. تجمع أهل المدينة للصلاة والدعاء طلبًا للمطر، ولكن على الرغم من صلاحهم وكثرة دعائهم، لم يُستجب لهم.
يحكي محمد بن المنكدر، وهو أحد علماء المدينة الصالحين، أنه ذات ليلة كان جالسًا في مسجد المدينة في الظلام، إذ دخل رجل مجهول لم يره أحد. لم يكن الرجل يعلم بوجود محمد بن المنكدر في المسجد.
خلع الرجل رداءه، وبدأ في الصلاة بخشوع. وبعد أن فرغ من صلاته، رفع يديه إلى السماء وبدأ بالدعاء، قائلاً:
"اللهم، إن أهل المدينة دعوك طلبًا للمطر، ولكنك لم تعطهم. فأقسمت عليك يا رب أن تسقيهم."
تعجب محمد بن المنكدر وقال لنفسه: "كيف يمكن أن يُستجاب لهذا الرجل بينما لم يُستجب لأهل المدينة كلهم؟"
استمر الرجل في الدعاء بخشوع وإلحاح حتى أرعدت السماء فجأة، وبدأ المطر يهطل بغزارة.
دهشة محمد بن المنكدر
يقول محمد بن المنكدر: "قسمًا بالله، ما أنزل الرجل يديه إلا والمطر يهطل."
ظل الرجل يبكي ويخاطب ربه قائلاً:
"يا رب، من أنا حتى تستجيب لي؟"
استمر الرجل في الصلاة والبكاء حتى أذن الفجر.
متابعة الرجل المجهول
في الليلة الثانية، عاد الرجل إلى المسجد وظل يصلي حتى الفجر، ولم يكن يعلم أن محمد بن المنكدر يراقبه. وفي الليلة الثالثة، تكرر الأمر نفسه.
قرر محمد بن المنكدر أن يتبع الرجل بعد صلاة الفجر ليعرف مكان إقامته. وبالفعل، تبعه حتى وصل إلى بيته.
اكتشاف سر الرجل
في الصباح، ذهب محمد بن المنكدر إلى بيت الرجل وسأل عنه جيرانه. عرف أن الرجل يعمل إسكافيًا (صانع أحذية)، فتعجب وقال في نفسه:
"كيف لرجل بسيط في عمله أن يُستجاب دعاؤه بينما لم يُستجب لأهل المدينة؟"
اللقاء مع صانع الأحذية
ذهب محمد بن المنكدر إلى الرجل وسلّم عليه قائلاً:
"يا أخي، كنت معك ليلة المطر، ورأيتك تدعو الله. لقد استجاب الله دعاءك، وأريد أن أعرف السر وراء ذلك."
غضب الرجل وقال بغضب:
"ما شأنك وشأني يا أبا عبد الله؟ ما بيني وبين الله أمر لا يخص أحدًا."
شعر محمد بن المنكدر بالخوف من شدة غضب الرجل، وغادر المكان.
اختفاء الرجل
في الليلة التالية، لم يأت الرجل إلى المسجد. وفي الصباح، ذهب محمد بن المنكدر إلى بيته، فقابلته عجوز عند الباب وقالت له:
"ما صنعت يا أبا عبد الله؟ الرجل ترك المنزل بعد خروجك ولم يعد."
بحث محمد بن المنكدر عن الرجل لسنوات، لكنه لم يجده أبدًا.
العبرة من القصة
- الإخلاص لله: الرجل كان مخلصًا في عبادته، ولم يكن يرغب في أن يعرف أحد سر علاقته بربه.
- فضل الإلحاح في الدعاء: استجابة الله لدعاء الرجل تظهر أهمية التضرع والإلحاح.
- أثر الإيمان الصادق: حتى الشخص البسيط في عمله يمكن أن تكون له مكانة عظيمة عند الله إذا أخلص في عبادته.
- اجعل عملك خالصًا لله: الدعاء والعبادة يجب أن تكون لله وحده، بعيدًا عن الرياء والتباهي.
الرسالة:
اعمل بصمت، وكن مخلصًا في عبادتك، فالله وحده يرى ويعلم نواياك، وهو القادر على الاستجابة لدعائك.