قصة جذع النخلة مع الرسول ﷺ
في أحد الأيام، كان النبي ﷺ يصعد على جذع نخلة مكسور ليخطب خطبته في المسجد. كان هذا الجذع مكانًا لوقوفه قبل أن يُصنع له منبر خاص. فكانت الناس تستمع له وهو يخطُب من فوق هذا الجذع.
ذات يوم، جاءت امرأة من الأنصار إلى رسول الله ﷺ وقالت له: "يا رسول الله، هل يمكننا أن نصنع لك منبرًا لتخطب عليه؟" فوافق النبي ﷺ على طلبها. أمرت المرأة ابنها، الذي كان نجارًا، أن يصنع منبرًا من الخشب.
وبالفعل، بعد أن تم صنع المنبر الجديد، جاء يوم الجمعة، وصعد النبي ﷺ على المنبر ليخطب في الناس. ولكن ما حدث بعد ذلك كان أمرًا عجيبًا! سمع الجميع صوتًا غريبًا يأتي من الجذع الذي كان يُستخدم سابقًا. كان الجذع يحن ويبكي كما يبكي الطفل الصغير، وكان الصوت يزداد.
حينها، نزل النبي ﷺ عن المنبر، وتوقف عن الخطبة، وذهب إلى الجذع ليحتضنه. وعندما احتضنه، سكن الجذع وهدأ.
في رواية أخرى، قال النبي ﷺ: "لو لم أحتضن الجذع لظل يحن ويبكي إلى يوم القيامة." وقال في رواية ثالثة: "لو شئت، لزرعناك فتصبح أجمل مما كنت عليه، ولو شئت لزرعتك في الجنة فيأكل منك المؤمنون."
ثم استمر المسلمون في تطوير المسجد بعد وفاة النبي ﷺ، وأخذ الصحابي أبي بن كعب الجذع محتفظًا به حتى انتهى الزمن عليه وأصبح متحللاً.
وقال الحسن البصري، حين كان يروي هذا الحديث: "سبحان الله، الجماد يحن إلى النبي ﷺ، بينما قلوب بعض البشر لا تحن له."
العبرة من القصة:
- الحنين والتعلق: حتى الجماد مثل الجذع حن إلى النبي ﷺ، فما بالنا نحن البشر؟
- التقدير للنبي: يجب على المسلمين أن يُظهروا حبهم ووفاءهم للنبي ﷺ كما كان الجماد يحن إليه